مرض السكر

ما هو مرض السكر : يحتاج جسم الإنسان بشكل طبيعي للطاقة ليتمكن من القيام بنشاطاته اليومية بمختلف أشكالها، و يعتبر الطعام مصدر الطاقة الرئيسي للإنسان. فعند تناول الطعام يتجه من الفم الى المعدة والأمعاء حيث يتم هضمه ليتحول في النهاية إلى ما يعرف بالجلوكوز أو سكر العنب. الذي تمتصه الخلايا المبطنة لجدار الأمعاء الدقيقة ، ومنها يتسرب إلى مجرى الدم . بعد ذلك ينتقل هذا السكر من الدم الى الخلايا لاستعماله كمصدر للطاقة . وانتقال السكر من الدم الى الخلايا يحتاج لهرمون الأنسولين الذي تفرزه غدة البنكرياس. فإذا حصل خلل في هذه الغدة ولم تعد قادرة على إفراز الأنسلين أو صارت تفرزه بكميات بسيطة، نتج عن ذلك نقص في الأنسولين وبالتالي لا يستطيع السكر الانتقال من الدم الى الخلايا .فيظل السكر متراكماً في الدم ولا تحصل الخلايا على السكر الذي تحتاجه ، لترتفع نسبه السكر في الدم (كما نراه في نتيجة التحليل التي يجريها مريض السكر ) ويحاول الجسم التخلص منه عن طريق البول مما يؤدي الى كثرة التبول ولأن السكر عندما يخرج مع البول يسحب معه كمية كبيرة من الأملاح والسوائل سيشعر مريض السكر بالعطش المستمر . في الخلايا يحدث العكس فهي لم يصلها السكر الذي تحتاجه كمصدر للطاقة مما يُشعر المريض بالتعب والإرهاق وللحصول على الطاقة يلجأ الجسم الى استعمال مخزونه من الدهون مما يؤدي إلى فقدان الوزن والضعف العام هذا إلى جانب عدد آخر من المضاعفات ، وإذا استمرت الحالة دون علاج فإنها قد تتطور إلى غيبـوبة عميقـة انواع مرض السكر: ينقسم مرض السكر إلى نوعين رئيسيين هما : 1- النوع الأول يعرف بسكر المراهقين: 2- النوع الثاني يعرف بسكري البالغين. 1- النوع الأول يعرف بسكر المراهقين:  وفيه يعتمد المريض على الأنسولين، حيث يتوقف الجسم كلية عن إفراز مادة الأنسولين وهو الهرمون الذي يعمل على استخلاص الجلوكوز الموجود في الطعام واللازم لتوليد الطاقة لجسم الإنسان. ولابد أن يتناول المصاب بهذا النوع حقن الأنسولين بشكل يومي . وغالباً ما يصاب بهذا النوع الأطفال أو الشباب لكنه من الممكن أيضاً أن يحدث في أي سن. أعراض داء السكر في الصغار : في معظم الحالات يصاب الطفل أو المراهق في مدى أسبوع أو أسبوعين - بأعراض ظاهرة وواضحة تتمثل في : التبول المستمر وشرب الماء بكثرة وعدم التركيز في الدراسة وسرعة الهياج والتوتر الدائم وفقدان واضح بالوزن . وفي حالة عدم الاكتشاف السريع وتلقي العلاج سيصاب الطفل بأعراض ارتفاع السكر "والأسيتون" في الدم وينتج عن ذلك:- فقدان الشهية - آلام في البطن – قيء - قلق وصياح - ضيق في التنفس وزيادة في سرعته مع خروج رائحة مميزة من الفم تشبه رائحة التفاح المتعفن وهي رائحة الأسيتون - غيبوبة. * إذا لاحظت هذه الأعراض على طفلك فيجب استشارة الطبيب فوراً. فإذا لم يلاحظ أهل الطفل هذه الإعراض ستزداد الحالة سوءً ويصاب الطفل بقيء شديد ومستمر ثم جفاف وتشنجات عصبية وقد ينتهي الأمر بحدوث غيبوبة سكرية قد لا تحمد عقباها. 2- النوع الثاني يعرف بسكري البالغين، في هذا النوع لا يعتمد المريض على حقن الأنسولين حيث أن جسمه يفرز مادة الأنسولين ولكن ليس بالقدر الكافي الذي يمكنه من تحويل الغذاء إلى طاقة. ويصاب به من هم فوق سن الأربعين، ومن يعانون من الوزن الزائد. وغالباً ما يكون وراثياً، وتظهر أعراضه بعد فترة طويلة وبصورة تدريجية وتتمثل هذه الإعراض في: التبول بكثرة ، شرب الماء بكثرة والإقبال بشدة على الأكل وخاصة السكريات وقد لا يحدث اكتشاف مرض السكر إلا عند ظهور أحد المضـاعفـات المزمنـة لمرض السـكري : تصلب الشرايين ، ضعف النظر ، مشاكل الأعصاب الطرفية ، أمراض الكلى ،التهابات وتقرحات القدمين . تصلب الشرايين: يحدث تصلب الشرايين عند نسبة كبيرة من الناس مع التقدم في العمر، لكنه قد يحدث مبكراً عند المصابين بمرض السكري. ويؤدي تصلب الشرايين إلى الإصابة بالنوبات القلبية والشلل النصفي. ضعف النظر: يحدث نتيجة تكون المياه البيضاء أو نتيجة تأثير السكر على شبكية العين .الأمر الذي يحتم على مرض السكري مراجعة طبيب العيون بشكل دوري. مشاكل الأعصاب الطرفية: تؤدي إصابة الأعصاب إلى ضعف في العضلات وألم أو خدر (تنميل) في الرجلين واليدين وفقدان الإحساس في الأطراف. أمراض الكلى: يؤثر مرض السكري على وظائف وتركيب الكلى وخصوصاً عند المصابين بارتفاع ضغط الدم. لذلك يجب تحليل البول وقياس ضغط الدم بانتظام . التهابات وتقرحات القدمين: نتيجة التأثير الضار للسكري على الأعصاب الطرفية. كل هذه المضاعفات نستطيع أن نمنعها بالتنظيم الجيد للسكري وبالعلاج و المتابعة و إتباع النظام الغذائي المناسب.