2010/11/05

يمكنك تحميل كتابنا خلق الإنسان بين العلم والقرآن بالضغط هنا

عودة جاوه


في ظل المدنية الحديثة أصبح الإنسان وكأنه يدور في حلقة مفرغة ، فقد اضطرته هذه المدنية إلى الجري وراءها في لهاث مستمر فلا هي توقفت عن تقدمها ولا الإنسان استطاع أن يدركها .

كلٌ يحاول أن يثبت قدميه على هذه الأرض في سبيل تحقيق شيء ما لنفسه. وفي غمرة هذا اللهاث المتواصل ننسى أنفسنا .المدنية الحديثة قدمت لنا القلق الذي لا ينتهي فارتفع معدل الوفيات نتيجة أمراض القلب قلِقنا بشأن قَلَقِنا فقدمت لنا السجائر لندخن ونرفع نسبة أمراض القلب والسرطان بيننا . خدعتنا المدنية الحديثة بوسائل الراحة المختلفة ، بالسيارة والمصعد والآلة وغيرها ، وأوهمتنا بأن هذه الوسائل ستساعدنا في مطاردتها فاقتنعنا واعتمدنا على ما قدمته لنا فتعودنا الراحة والخمول وترهلت أجسادنا وأصبحنا عرضة لكل أمراض العصر من ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر إلى السكتة القلبية والسكتة الدماغية .
ونستمر في صمت نتناول ما تقدمه لنا هذه المدنية من طعام لين يجعلنا عرضة لسرطان الجهاز الهضمي والتهاب الزائدة الدودية والإمساك المزمن وغيرها من المشاكل الصحية فإذا فكرنا في كل هذا شعرنا بالمرارة رغم ما نتناوله من السكريات التي لا يمكن إلا أن تترك أثراً على صحتنا . في ظل المدنية الحديثة أصبحنا نبتعد عن الطبيعة شيئاً فشيئاً لنعيش في جو صناعي أدى إلى تلوث الهواء من حولنا ،تلفظ مصانعه فضلاتها لتلوث البيئة المحيطة بنا . حتى الطعام الذي نقتات عليه دخلته الكيمياء والفيزياء وعلم الوراثة والميكروبيولوجيا لتحوله إلى صناعة ولتنسينا طعم –خبز أمي- وأخشى ما أخشاه أن تنسينا المدنية الحديثة أمهاتنا ذات يوم –إن لم تكن فعلت بعد- .

تقول الحكاية الإغريقية القديمة أن جاوه ابن الأرض كان يقف على قدمين راسختين في الأرض ويقاتل أعداءه ويهزمهم، حتى أدرك أحد أعدائه أن سر قوة جاوه هو التصاقه بالأرض فرفعه عن الأرض ثم هزمه . لقد خسر جاوه المعركة بابتعاده عن الأرض ونحن نخسر الكثير بانفصالنا عن الأرض وابتعادنا عن الطبيعة وتهافتنا على ما تقدمه لنا المدنية الحديثة، فارتفاع معدل الإصابة بالسرطان وأمراض الجهاز الهضمي يرجع في أحيان كثيرة إلى اعتماد الإنسان على الطعام اللين وابتعاده عن الغذاء الطبيعي الغني بالألياف الذي يقي الجسم من الكثير من الأمراض ،وارتفاع استهلاك الدهون أدى إلي ارتفاع عدد المصابين بأمراض القلب ، والتدخين يؤدى إلى تصلب الشرايين وارتفاع الضغط ،و الحياة الجنسية غير المقيدة تؤدي إلى انتشار الإيدز والالتهاب الكبدي،وتناول الكحول لاشك ينتهي إلى قرحة بالمعدة أو تليف بالكبد.

هذه هي الهنات التي طالت صحتنا فهل نستطيع مواجهتها قبل فوات الأوان أم أن خشيتنا فوات الأوان يصبح قلق جديد يضاف إلى مجموع ما جادت به علينا الحياة المدنية الحديثة.

المالاريا...لازالت تهدد



الملاريا: مرض لا يعرف الحدود

لماذا اختيار 25 الطير كيوم عالمي لمكافحة الملاريا؟

اجتمعت 44 دولة أفريقية في نيجيريا في 25 الطير عام 2000 و أقرت هذا اليوم كيوم أفريقي لمكافحة الملاريا وتم إحياءه لأول مرة في العام 2001، لذلك وعندما تم التفكير في يوم عالمي لمكافحة الملاريا تم اتخاذ ذات التاريخ ليصبح هذا اليوم يوماً عالمياً بعد أن كان أفريقياً.

الملاريا: أخذت هذه التسمية عن الإيطالية ومعناها الحرفي الهواء الملوث إذ كان يعتقد أن هذا المرض يحدث نتيجة التعرض للهواء الملوث بالمرض بينما المسئول الحقيقي عن نقل المرض من شخص إلى آخر هو بعوضة الأنوفيل التي تنتشر حول منطقة خط الاستواء، وتعتبر الملاريا من أخطر الإمراض الوبائية التي تؤدي إلى عجز ووفــاة الملايين من سكان العالم خصوصاً الأطفال والحوامل وكبار السن والمسافرين واللاجئين والأشخاص المعدمين والعمال في المناطق الموبوءة. و تتسبب الملاريا كل عام في وفاة أكثر من مليون شخص بالإضافة إلى وجود أكثر من 300 إلى 500 مليون مصاب معظمهم في الدول الفقيرة.
أكثر من 41% من سكان العالم عرضة لخطر الإصابة بالملاريا وتزداد هذه النسبة سنويًا بسبب تدهور النظم الصحية وازدياد المقاومة ضد المبيدات الحشرية وتغير المناخ وانتشار الحروب.
تنتشر الملاريا في أكثر من مئة دولة منها 45 دولة في المنطقة الإفريقية و21 دولة في منطقة الأمريكتين و6 دول في المنطقة الأوروبية و14 دولة في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط و9 دول في منطقة جنوب شرق آسيا و10 دول في منطقة الباسيفيك الغربية.

ما هي الظروف التي تؤدي إلى انتشار الملاريا؟ 
1- انخفاض الوعي الصحي بين المواطنين وعدم اتخاذ سبل الوقاية.
2- تواجد نوع البعوض المناسب لنقل طفيل الملاريا (أنثى الانوفيليس).
3- وجود طقس حار رطب يناسب توالد البعوض و تواجد المياه الراكدة كالمستنقعات.
4- وجود مريض أو مرضى مصابين بالملاريا في المجتمع.
يتسبب مرض الملاريا في ازدياد الفقراء عن طريق تقليل الإنتاجية والاستقرار الاجتماعي.
ويتعرض سكان الريف والفقراء إلى خطر الإصابة بالملاريا نظرًا لأن إمكانية العلاج الفعال محدودة جداً في المناطق الريفية، وترتفع نسبة العدوى أثناء موسم هطول الأمطار وهو وقت النشاط الزراعي المكثف. وتشير الأبحاث إلى أن العائلات المتأثرة بالملاريا تقوم بحصاد محاصيل زراعية أقل بحوالي 66% من العائلات الأخرى.
كما أن الإصابة بالملاريا أثناء الحمل تعتبر من المشكلات الصحية العامة في المناطق الاستوائية والمناطق شبة الاستوائية في جميع أنحاء العالم. وفي أكثر المناطق تعرضًا للإصابة في العالم تكون النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بالملاريا.
ويتسبب مرض الملاريا في أفريقيا في خسارة في إجمالي الناتج القومي تزيد عن 12 مليار دولار كل عام.

كيف تنتقل العدوى إلى الإنسان السليم؟ 
الملاريا مرض التهابي خطير، يسببه طفيلي خاص يسمى البلازموديوم plasmodium، الذي يدخل إلى الكريات الحمراء في جسم المريض فيدمرها. وتساهم أنثى الأنوفيل في نقل هذا المرض من الشخص المصاب الى السليم.

دورة المرض:

عندما تلسع البعوضة التي تحمل طفيلي الملاريا- أنثى الأنوفيل- شخصاً سليماً، تقذف في دمه كميات كبيرة من أطوار sporozoites التي تذهب بدورها إلى الكبد، وهناك تدخل الخلايا الكبدية فتنمو وتنقسم فيها متحولة إلى كيسات schizonts مجهرية تحتوي في داخلها على أعداد كبيرة من الأطوار merozoites. ثم لا تلبث هذه الكيسات أن تنفجر في نهاية الأسبوع الثاني مطلقة أعداداً كبيرة من أطوار merozoites ، التي تخترق بدورها جدران الكريات الحمراء للمريض وتدخلها لتنقسم بدورها وتتطور فيها متحولة إلى الأطوار trophozoites ، ثم لا تلبث الكريات الحمراء أن تنفجر مطلقة أعداداً هائلة من هذه الأطوار ، التي تهاجمها الكريات البيضاء البالعة phagocytes فتحطم قسماً كبيراً منها ...
أما القسم الذي ينجو، فإما أن تمتصه بعوضة جديدة لدى لسعها للمريض لتنقله إلى الأصحاء أو يدخل كريات حمراء جديد ليحطمها... وهكذا تستمر الدورة.

فترة الحضانة:

تختلف فترة الحضانة وهي المدة الزمنية الفاصلة ما بين دخول الطفيلي إلى جسم المريض وظهور أعراض المرض بحسب نوع الطفيلي ، ومتوسطها أسبوعان ... بعد هذه الفترة تبدأ أعراض وعلامات المرض في الظهور.

الأعراض: 

1- ارتفاع درجة الحرارة قد تصاحبه قشعريرة وعرق غزير وصداع.
2- ألم بالظهر والمفاصل والعضلات وألم بالبطن وتضخم بالطحال والكبد خاصة مع تكرار الإصابة.
3- فقدان الشهية للأكل مع حدوث القيء والإسهال وشحوب بالوجه وضعف عام بالجسم.

مضاعفات الملاريا :
1- الإسهال والقيء مع فقدان شديد للسوائل الذي قد يؤدي إلى الوفاة.
2- التشنجات وفقدان الوعي نتيجة لإصابة المخ.
3- قصور في وظائف الكليتين.
4- موت الجنين داخل الرحم.
5- ولادة الأطفال المبتسرين.
6- ضعف حاد في الدم نتيجة لتكسير عدد كبير من كريات الدم الحمراء.

تشخيص المرض: 
يتم تشخيص الملاريا بأخذ عينة من دم المريض وفحصها تحت المجهر.

طرق الوقاية من المرض: 

1- نشر الوعي الصحي بين المواطنين عن الملاريا وخطورتها وطرق مكافحتها.
2- المحافظة على نظافة المنزل والحي والأسواق.
3- إبعاد مواقع السكن عن أماكن المياه الراكدة والأودية التي يتكاثر بها البعوض.
4- ردم المنخفضات الناتجة عن إنشاء المباني والعمارات.
5- التخلص من النفايات خصوصاً العلب والصفائح الفارغة التي قد يتكاثر بها البعوض إذا تراكم الماء فيها.
6- ردم المنخفضات التي قد تتجمع فيها مياه الأمطار فيتوالد فيها البعوض.
7- التبليغ الفوري عن الأشخاص المصابين بأي من أعراض الملاريا المذكورة سابقاً.
9- تجنب التعرض للبعوض باستعمال الناموسية عند النوم أو المركبات الطاردة للحشرات والبعوض برش المنازل بالمبيدات الحشرية ووضع شبكة من السلك الواقي على النوافذ وأبواب المنازل.
10- المواظبة على العلاج في حالة الإصابة بالملاريا.
11- مواظبة الحامل على حضور الكشف الدوري بانتظام في المركز الصحي.
12- المواظبة على الرضاعة الطبيعية في الثلاثة أشهر الأولى إذ أن حليب ألام يعيق نمو طفيل الملاريا لدي الطفل الرضيع.
13- عند السفر لمناطق بها ملاريا يجب استشارة الطبيب وذلك لأخذ العلاج الواقي.
14- استخدام أنواع خاصم من الكريمات على الجلد وذلك لطرد البعوض.

إذا كلفت بالعمل في المناطق التي ينتشر فيها مرض الملاريا فعليك:

مراجعة أقرب مركز صحي قبل سفرك للحصول على التطعيم اللازم
تجنب لدغ الحشرات
استعمل الشبكة الواقية أثناء النوم
تجنب الخروج ليلاً والنوم خارجاً قدر المستطاع
احرص على استعمال الكريمات الواقية

مكافحة المرض:

في المناطق التي ينتشر بها المرض يجب أن يتم إدراج العلاج الفعال والفوري للملاريا والذي من شأنه أن يخفض نسبة الوفيات بحوالي 50% في الرعاية الصحية الروتينية بالأمهات والأطفال.
كما يمكن أن يساعد رش المبيدات الحشرية وشبكات الأسرة وباقي الإجراءات الفعالة في منع انتشار الملاريا.
وفي بعض المناطق، تمكنت طفيليات الملاريا من مقاومة الأدوية الرخيصة المستخدمة في علاج المرض. بيد أنه يمكن تأخير مقاومة العلاج باستخدام طرق العلاج التي تجمع بين عدد مختلف من الأدوية.

قصة اكتشاف علاج الملاريا:
الزمان منتصف القرن السابع عشر، والمكان قرية صغيرة من قرى البيرو لا تبعد كثيراً عن العاصمة ليما، الموقف لا نراه يتكرر كثيراً؛ رجل عجوز يجلس أمام كوخ منعزل يمسك بيده ورقة خضراء عريضة يقطعها قطعاً صغيرة، ويضع ما يقطع داخل إناء فخاري صغير به بعض الماء، وبين الفينة والأخرى يلقي نظرة بغير اكتراث على ذلك القادم الذي يراه آتٍ ناحية كوخه.وحين بدأت معالم ذلك القادم تتضح استطاع الشيخ أن يتبين فيه شبح أحد الجنود الأسبان.
ـ ترى ماذا يريد جندي أسباني من رجل عجوز مثلي.. مئة عام مرت على قدومهم دون أن يفكر أحد منهم في الاقتراب من هذه الأرض. ترى ما الذي جد اليوم ليرسلوا لي بهذا الجندي ؟
هذا ماكان يفكر فيه الشيخ وهو يواصل تقطيع الورقة بين يديه منتظراً وصول ذلك الجندي.
ـ على كل حال ماذا يريد من رجل عجوز... لا اعتقد أني سأفيدهم في مناجم الذهب والفضة، أو حتى أي عملٍ آخر، وليس بكوخي هذا ما يمكن أن يفيدوا منه في شيء. إذاً لابد وأنه قادم يتعقب أحد الفارين من أيديهم.
إلى هنا وكان الجندي قد أدرك الكوخ وصار حيث كان الشيخ جالساً...
ـ صباح الخير أيها الرجل العجوز.
ـ صباح الخير.... نعم تفضل، هل أستطيع مساعدتك في شيء ؟
ـ سيدي لقد سألت في القرية فدللت إلى هذا الكوخ، إنني أبحث عن طبيب وقد أرشدني أهل القرية إليك، وقالوا عنك أنك رجل بارع، تفهم الإعشاب وتجيد التطبيب بها، فهل هذا صحيح؟
ـ أعتقد ذلك.
ـ إذاً فأنت غايتي التي أنشد... تعرف ولاشك الحاكم الأسباني لهذه البلاد، الماركيز كينكينا... إنه هناك في العاصمة ليما يسكن القصر الكبير مع زوجته الماركيزه، آنا ، إنها سيدة لطيفه وجميله لكنها وللأسف مريضة، وقد حار الأطباء في مرضها فما وجدوا له من دواء، وكادوا أن ينفضوا أيديهم منها، لكن الماركيز لما ييأس بعد، لذلك أمر أن ننتشر في هذه الأرض فنبحث له عمن يمكن أن يشفي زوجته، وقد وعد من يحضر له الطبيب القادر على علاجها بمكافأة قيمه، فهل لك أن تصحبني لتراها، لعل شفاءها يكون على يديك فتكسب المال الوفير.
ـ حسناً سأذهب معك، وإن كنت لا أحبذ فكرة ترك كوخي هذا.
ـ إذا تمكنت من علاجها فلن تكون بحاجة إليه.
وصل العجوز إلى قصر الماركيز ، فكانت هيئته المتواضعة، وملابسة الرثة، مثار استهزاء من قبل كل من كان في القصر.
أُدخل العجوز على مخدع السيدة، فوجدها منهكة القوى، شاحبة الوجه غائرة العينين، يتصبب من جسدها العرق مما به من الحرارة، ولم يطل الطبيب عند السيدة مكوثاً إذ لم يكن تشخيص حالها صعب عليه وما كان مرضها بغريب عنه، فهي كانت مصابه بالملاريا وهو مرض ينتشر كثيراً في المناطق الاستوائية.
عاد الشيخ إلى الماركيز ليطمئنه، ويخبره بأنه سيأتي لزوجته بالعلاج في الغد، لأن دواءها يحتاج منه جمعاً وتحضيراً.
***
عاد الشيخ إلى كوخه لكنه ما كاد يضع رأسه على الوسادة حتى سمع شخصاً يناديه، فخرج مستطلعا الأمر، ليجد فتاة تبدوا علي عجل مما جعله يظن أن وراءها مريضاً تركته يعاني آلامه فبادرها قائلا:
ـ تفضلي يا ابنتي ماذا تريدين؟
ـ مرحبا بك أيها الطبيب، أنا زوما خادمة الماركيزه آنا التي زرتها اليوم لتعالجها، ولقد رأيتك وأنت تأتي القصر، وسمعت أنك عائد إليها بالدواء غداً فهل أنت جاد في ذلك ؟
ـ نعم أنا جاد فيما قلت، فمرضها ليس بالصعوبة التي تصورها أطباءها، وعلاجها متوفر.
ـ ولماذا تفعل ذلك؟
ـ لأنني طبيب يعالج المرضى.
ـ لكن هؤلاء غزاة جاءوا لقتلنا، وما أصابهم من المرض هو عقاب من الرب، فهل يحق لنا نحن الضعفاء أن نداري عنهم غضب الرب؟
ـ الآن هي مجرد مريضة لا حول لها ولا قوة، ثم إنها إنسانه طيبة كما سمعت.
ـ لكن جنودهم أبداً ليسوا طيبين، إنهم يقتلون، ويدمرون ويجعلون منا سخرة لهم، وإذا عرفوا العلاج استعملوه هم أيضاً.
ـ وما العمل؟
ـ لا أدري، ولكن يجب ألا تعالجها.
ـ حسناً إسمعي ، أيتها الفتاة ، بما أنك تعملين لدى الماركيزه فما رائك أن أعطيك الدواء لتشرفي على إعطاءه لها بنفسك وبهذا يتحقق للماركيزة الشفاء دون أن نمكنهم من سر دواءنا هذا .
ـ فكرة جيدة أيها الطبيب، لتحضر لي الدواء في الغد وسأعطيه لها بنفسي.
وهكذا بدأت زوما تعطي الدواء للماركيزه بالجرعة التي حددها لها الطبيب، محاولة ألا يلحظها أحد تفعل ذلك، لكن أحدهم أخبر الماركيز أن زوما تعطي السيدة دواء خلسة وأخافه أن يكون ذلك نوع من السم. فاستدعى الماركيز زوما الخادمة وسألها أن تبرر تصرفها ذاك، فلم تجد زوما من وسيلة للدفاع عن نفسها إلا الاعتراف بالحقيقة كاملة، فكان أن طلب الماركيز الطبيب ليسمع منه الحكاية بنفسه.....
ـ وكيف توصلت إلى هذا العلاج أيها الطبيب ؟
ـ في الحقيقة لست أنا من توصل إلى سر فائدة لب الأشجار في علاج الملاريا، إنما توصل لذلك أحد أطباءنا القدماء، فقد حدث أن أصاب هذه المنطقة زلزالاً عنيفاً تهدمت على أثره المباني وانتشرت الأمراض، فكان طبيبنا ذاك يعود مرضاه كل في مكانه، وقد لاحظ بعقله الفطن أن عدد الموتى قليل جداً في المنطقة المحيطة بالبحيرة، وعند سؤاله للمرضى تبين له أن كل من شرب من ماء تلك البحيرة قد تماثل للشفاء بسرعة، فاعتقد الطبيب وجود سر في مياه البحيرة، لذلك قام بزيارتها للوقوف على هذا السر، فلم يلاحظ ما يميزها عن غيرها من البحيرات سوى طعم ماءها المر الذي أعاد المحيطين بالبحيرة سببه إلى سقوط الأشجار في مياهها من أثر الزلزال، فكان أن توصل الطبيب إلى سر المفعول الشافي لمياة تلك البحيرة، الذي لم يكن غير لب الأشجار الساقطة فيها، هذا السر الذي توارثناه جيلاً بعد جيل.
وهكذا ذاع السر وشاع استعمال الدواء بين الجنود الأسبان، ثم قام أحد التجار ويدعى تومس بنقله إلى بريطانيا ليستعمله بعد مزجه بالخمر لإزالة طعمه المر، وبعد استعمال شارل الثالث لهذا الدواء وشفاءه من مرضه، أمر باعتبار هذا التاجر عضواً في كلية لندن، إلا أن جميع الأطباء كانوا يحتقرونه أشد الاحتقار، فلما مات شارل بادر توماس بالهرب، ليأخذ عنه صهره روبييه سر الدواء ويحمله إلى باريس حيث لم يكن هناك من علاج للمالاريا غير الصفد، فاقبل على دواءه الكثير من الناس، ونال حضوة عند لويس الرابع عشر، لكن السر لم يدم بعد ذلك طويلاً، لتدخل الكينكينا معامل كليات الطب ليذاع سرها فتصبح الدواء الأساسي لمرضى الملاريا في جميع المستشفيات.

لا للتمييز في معاملة مرضى الايدز



يصادف الأول من شهر الكانون من كل عام اليوم العالمي لمكافحة الإيدز ، والذي أقرته منظمة الصحة العالمية يوماً عالمياً لمكافحة الايدز
تكثف فيه جهود الأفراد والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية في سبيل التوعية بهذا المرض بعد أن تجاوز في أثره الضرر الصحي ليصبح مشكلة اقتصادية اجتماعية أمنيه تهدد كيان جميع المجتمعات .ووفقاً لآخر الإحصائيات يوجد الآن أكثر من 44 مليون مصاب بفيروس الإيدز، وسيضاف إليهم 554 مصاباً جديداً خلال الساعة التي ستقضيها في قراءة هذا الصفحات وسيموت بسب الإيدز في ذات الساعة 360 شخصاً ، فلقد ذهب ضحية هذا الداء حتى الأن أكثر من عشرين مليون إنسان، ولا زال يقضي أكثر من 8000 شخص يومياً بسببه، وهذا رقم يفوق ضحايا الحروب والمجاعات والفيضانات مجتمعة ، ولأن الفيروس يتسلل إلى جسد 14000 كائن بشري كل يوم يُتوقع تزايد عدد المصابين إلى 100 مليون مع بدايات العقد القادم . وسندرك حجم الكارثة إذا علمنا أن هذا الداء في بعض المناطق هو السبب الكامن وراء واحدة من كل أربع وفيات .
والعالم العربي ليس بمنأ عن هذا إذ يوجد في العالم العربي 460000 مصاب بالإيدز مات منهم خلال العام الماضي حوالي 36000 شخص. ويبدوا أن الجهود التي تبذل في سبيل الوقاية من هذا المرض على مستوى المؤسسات والدول والأفراد لما تأتي نتائجها بعد ،إذ سُجل اكبر عدد للوفيات خلال العام الماضي حيث قضي الإيدز علي 2.9 مليون إنسان.
لم يعد الإيدز كارثة صحية وحسب بل صار ينظر إليه على أنه كارثة أمنية تهدد العائلات والمجتمع، وتحطم الأسس الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات ،إذ تسبب الإيدز وحتى الأن في تيتم أكثر من 15 مليون طفل.
ما هو الإيدز:
الإيدز (AIDS) هو اختصار للجملة acquired immunodeficiency syndrome وتعني نقص المناعة المكتسب ويعرف الإيدز كمتلازمة لأنه عبارة عن مجموعة من الأعراض مختلفة الأسباب ، لكنها تأتي مجتمعة نتيجة لضعف الجهاز المناعي ، ولولا نقص مناعة الجسد لما تأتى لهذه الأعراض أن تأتي مجتمعة.
فالإيدز هو متلازمة نقص المناعة المكتسب ، وليس المكتسبة كما يرد في بعض الترجمات . لأن جسم الإنسان يحتوي نوعين من المناعة ، مناعة وراثية فطرية تولد مع الطفل ومناعة مكتسبة ، يكتسبها الجسم نتيجة لما يتعرض له من الأمراض كالحصبة (النمنام) والجديري( أبو شوكة) وغيرها أو من خلال ما يتلقاه من تطعيمات ، وتعريفنا الإيدز بأنه نقص المناعة المكتسبة قد يعطي فهماً خاطئاً بأن فيروس الإيدز يُنقص المناعة المكتسبة دون الوراثية ... وهذا مجافٍ للحقيقة ، إذ أن فيروس الإيدز...وبكل أسف ... يدمر كل شيء ... يدمر المناعة الوراثية والمكتسبة . ليقع الجسد فريسة سهلة ، تتهافت عليه الميكروبات بجميع أشكالها؛ البكتيريا ، الفيروسات، الفطريات والطفيليات. حتى الميكروبات التي كانت تعشش في أجسادنا بصورة طبيعية ونعتبرها غير ممرضة... تنسى العشرة.... تنتهز الفرصة ... وتغدر بشدة ، مسببة الأمراض لصاحبها ، ليقع الجسد بعد أن انهارت حصونه الدفاعية وخذلته قواه المناعية ، فريسة سهلة مستساغة للجيوش الجرارة من الميكروبات تكون بدايتها بالنزلات المعوية والالتهابات التنفسية ،مروراً بالسل أو الدرن وانتهاءً بقائمة من الالتهابات التي لا تنتهي إلا بنهاية المريض .
الجهاز المناعي لا يحمينا من الميكروبات وحسب... بل يوفر لنا الحماية من جميع المؤثرات الخارجية ، لذلك نجد مريض الإيدز ونتيجة لضعف جهازه المناعي يتعرض للعديد من الأمراض السرطانية التي تكون بدايتها في أغلب الحالات بالسرطانات الجلدية.
الفيروس المسبب للمرض:
الفيروس المسبب لمرض الإيدز يسمى فيروس نقص المناعة البشرية أو اختصاراً " هيف " (HIV ) ،وقد اكتشف هذا الفيروس عام 1983 بواسطة الدكتور لوك مونتانيير من معهد باستور في باريس. وهو ميكروب صغير جداً تتعذر رؤيته بالعين المجردة أو المجهر ويتميز هذا الفيروس بأنه فيروس متعلق بالكائن البشري لا يعيش إلا داخل الجسم البشري ولا ينتقل إلا بين البشر . يدخل هذا الفيروس الجسم حيث يصيب خلايا الجهاز المناعي المعروفة بالخلايا التائية ويتكاثر داخلها ويجعلها عاجزة عن الإبلاغ عن دخوله الجسم ، فإذا ما تكاثر إلى القدر الذي يحتاجة بادر الفيروس إلى التهام هذه الخلايا لينهك الجهاز المناعي ويسبب نقص مناعة الجسم ضد الإمراض بنوعيها الوراثي والمكتسب.
أعراض المرض:
يعيش المصاب بفيروس الإيدز عدة سنوات - قد تتجاوز العشر - دون أن تظهر عليه أية أعراض، وقد لا يُكتشف حمله للمرض إلا من خلال تحليل يجرى بالصدفة . بعد هذه السنوات تبدأ الأعراض بالظهور في صورة فقدان للوزن والسعال الجاف والحرارة المتكررة والإسهال المتكرر والشعور بإجهاد مستمر، وفي حال إصابة المريض بأي التهاب مهما كانت طبيعته تظهر أعراض هذا الالتهاب بصورة واضحة ومؤثرة على الصحة العامة. وتسهل إصابة مرضى الإيدز بالتهابات الصدر والسل وذلك لضعف مناعة الجسم .
انتقال مرض الإيدز:
ينتقل مرض الإيدز من شخص إلى آخر عن طريق سوائل الجسم كالدم وحليب الأم والسائل المنوي والسوائل المهبلية .
1-الدم : يلعب الدم دوراً كبيراً في نقل فيروس الإيدز من شخص إلى آخر وذلك بانتقال الفيروس عبر الدم إلى الشخص السليم ، وتتحقق للفيروس فرصة التنقل في غياب السبل الوقائية اللازمة ، فينتقل الفيروس عند نقل الدم أو أحد مشتقاته من شخص مصاب إلى آخر سليم ، وقد يدخل إلى جسد الشخص السليم عبر أي جرح في جسده عند ملامسته لدم شخص مصاب ، كما أن الاستعمال المشترك للحقن بين المدمنين يساهم وبشكل كبير في انتشار هذا المرض . إلا أن الاستخدام المشترك للأدوات الذي يتسبب في العدوى بفيروس الإيدز لا يختصر على المدمنين وحسب بل قد يطال أي شخص في غياب الحذر والحرص اللازمين فأدوات الحلاقة والإبر المستخدمة في خرم الأذن وأدوات الحجامة والوشم والإبر الصينية جميعها ناقلة للدم وبالتالي ناقلة لفيروس الإيدز في حال وجوده.
2-الاتصال الجنسي غير المقيد: عن طريق الاتصال الجنسي من الرجل إلى المرأة أو بالعكس ، ومن الرجل إلى الرجل ( اللواط ) ومن المرأة إلى المرأة ( السحاق )
لقد بين القرآن الكريم الأسس العامة التي تكفل الحياة السعيدة لكل من الفرد والمجتمع ، وراعى من خلال هذه الأسس رغبات النفس الإنسانية ووضع حدوداً تقف عندها هذه الرغبات، ولم يحل الإباحية التي نادت بها الفلسفة الإلحادية التي نراها اليوم بعد أن انتصرت على الكنيسة في المجتمعات الغربية ، ينساق أتباعها وراء شهوات النفس .

فتعدد شركاء الجنس يساهم بشكل كبير في انتقال مرض الإيدز حيث أن أكثر من 70% من حاملي فيروس نقص المناعة المكتسب هم من ممارسي الزنا . كذلك بينت الدراسات أن اللواط يقف وراء انتقال7% من حالات الايدز.
" أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون "
الشعراء الآيتان 165-166

3-ينتقل فيروس الإيدز من الأم المصابة إلى جنينها: أثناء الحمل أو إلى وليدها أثناء الولادة أو إلى طفلها أثناء الرضاعة
هل يتوفر علاج للمصابين بمرض الإيدز:
رغم مرور ربع قرن على اكتشاف مرض الإيدز ( تم اكتشاف أول حالات مرض الإيدز عام 1981 ف ) وبالرغم من توفر أكثر من خمسة عشر عقاراً تثبط من نشاط الفيروس ، تحسن من حال المريض والإقلال من معدل حدوث الانتكاسات وتأخير حدوث المضاعفات المميتة لمدة أطول من السابق إلا أنه لم يفلح العلماء حتى لحظة كتابة هذا المقال في التوصل إلى علاج ناجع يقضي على الفيروس.
في حال مرض كهذا يتسبب في هذا القدر من عدد الوفيات ويصيب قدر كبير من البشر كل يوم دون أن يتوفر علاج يقضي علي مسببة بشكل كامل لا نجد أمامنا في سبيل مواجهتة من مناص سوى الوقايه، فالوقاية من هذا المرض هي الملجأ الوحيد الذي يتوفر لدينا حتى اليوم .
كيف تحمي نفسك من الإصابــة بالإيــــدز: 
1-تجنب انتقال الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي:
- التقيد بما أقرته الشريعة الإسلامية في الممارسة الجنسية .
- عــدم إقامة علاقات جنسية خارج إطـار العلاقة الزوجية .
- فحص الشريكين قبل الزواج للتأكد من خلوهما من الفيروس المسبب للإيدز.
- في حال إصابة أحد الزوجين يجب التقيد بإستخدام الواقي الذكري أو الأنثوي.
2 – تجنب انتقال الفيروس عن طريق الدم :
•عدم نقل الدم أو أحد مشتقاتة أوأحد أعضاء الجسم إلا بعد إجراء التحاليل على المتبرع للتأكد من خلوة من الإيدز ، وفي حالة العمليات الباردة يمكن اسخدام دم المريض ذاته ، حيث يسحب الدم من المريض المراد إجراء العملية له ويحفظ دمه لحين استخدامة اثناء الجراحة وهو ما يعرف بالمتبرع الذاتي (auto donor)
•التحذير من المخدرات وبيان انها والإيدز وجهان لعملة واحدة ، وتنبية المدمنين إلى خطورة الاستعمال المشترك للحقن .
•الامتناع عن الاستعمال المشترك للأدوات التي يمكن أن ينتقل الدم عن طريقها كأدوات ثقب الأذن وأدوات الحلاقة وفرش الأسنان وأدوات الحجامة والوشم .
•عند القيام بإسعاف شخص ينزف تأكد من اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة التي تحميك من الاصابة بالإيدز.
•في حال تلقيك لأية عناية طبية تأكد من استعمال التعقيم وعدم استعمال الحقن لأكثر من شخص .
3- لتجنب انتقال العدوى من الأم إلى جنينها :
•يجب أن تحافظ الأم على المتابعة الدقيقة أثناء الحمل .
•رغم ما تتمتع به الرضاعة الطبيعية من مزايا ، إلا أنه ينصح بتجنب إرضاع الطفل عندما تكون الأم مصابة بالإيدز .
التعامل مع المصاب بمرض الإيدز: 
حيث أن الاتصال الجنسي والاستعمال المشترك للحقن بين المدمنين يعتبران الطرق الرئيسية التي ينتقل بها مرض الإيدز ، نجد أن المصابين بهذا المرض يتعرضون للوصم بالعار من المجتمع ، وينبذهم أقرب الناس إليهم خاصة في المجتمعات المحافظة كالمجتمعات العربية ، الأمر الذي يضعهم في دائرة ضيقة مما يولد لديهم ردات فعل معادية لمجتمعهم ، فنجدهم يعانون ضغوطاً نفسية وقلق واكتاب ، وقد تتولد لديهم كراهية اتجاه مجتمعهم ، وقد يقدم بعضهم على الانتحار .
لذلك كانت دعوة الأتحاد الدولي للهلال والصليب الاحمر إلى عدم التمييز في معاملة مرضى الإيدز ، وتقبل المصابين به ومحاولة دمجهم داخل مجتمعاتهم .
إن المصاب بالإيدز يحتاج منا إلى الكثير من الدعم والمساندة ، ومعاملتنا السيئة لمرضى الإيدز بنبذهم هي وليدة جهل بهذا المرض ، وعدم معرفتنا لطرق انتقالة . فاعتقادنا بأن الإيدز يمكن ان ينتقل عن طريق مشاركة المريض الحياة اليومية هو اعتقاد يجانب الصواب . فإذا علمنا الطرق التي لا ينتقل بها فيروس الإيدز سنجد أنفسنا نتقبل مريض الإيدز دون أن يتعرض منا للتمييز أو النبذ الذي يعانية هؤلاء المرضى اليوم .
الطرق التي لا ينتقل بها مرض الإيدز: 
1.السلام باليد على مريض الإيدز والسلام علية بالخد واحتضانة وتقبيلة.
2.ارتداء ثياب المصاب بالإيدز واستخدام ما يلمسة من ادوات كالمناشف والبطاطين والأغطية وأدوات الزينة .
3.اللعب مع الأطفال المصابين بالايدز ومعانقتهم .
4.قيام الشخص المصاب بالعناية بالأطفال واللعب معهم .
5.السباحة في النهر أو حمامات السباحة المشتركة .
6.استخدام دورات المياة المشتركة .
7.لا ينتقل مرض الإيدز عن طريق العطس أو السعال .
8.لا ينتقل بالأكل مع المصاب ومشاركته ذات الصحون .
9.الدراسة والعمل مع المصاب بالإيدز .
10.تقديم الإسعافات الأولية للمصاب بالإيدز بشرط إتخاذ الاحتياطات اللازمة .
11.لا ينتقل فيروس الإيدز عن طريق البعوض والحشرات .
الشروط الواجب اتخاذها عند تقديم الاسعافات الأولية للمصاب بالإيدز : 
•غسل اليدين بالماء والصابون قبل وبعد تقديم الإسعاف الأولي .
•عدم لمس سوائل الجسم وكذلك الملابس الملوثة بالدم .
•احرص على استخدام القفازات ، وفي حال عدم توفرها استخدم قطعة قماش جافة لوقف النزيف لتمنع وصول الدم إلى يديك .
•في حال وجود جروح أو تقرحات في يديك فيفضل عدم تقديم الإسعافات الأولية إلا في حالة وجود قفازات .
•إذا لم يكن مصاب الإيدز المحتاج الاسعاف الاولي فاقداً للوعي فإجعله يوقف النزيف بنفسه بالضغط بيده على مكان النزيف ، فإذا كان المصاب فاقداً الوعي أو غير متعاون أو لم يكن الجرح في متناول يده فإضغط على الجرح باستعمال قطعة قماش سميكة و نظيفة في حال عدم توفر القفازات . واعلم أن عدم وجود قفازات ليس بالسبب الكافي للامتناع عن تقديم الاسعافات الاولية لشخص ينزف وإن كان مصابأ بالإيدز .
ماذا تفعل في حال ملامستك لدم المصاب بالإيدز:
•إذا تلوثت يديك فاحرص على عدم لمس فمك أو عينيك وقم بغسل يديك بأسرع وقت ممكن بالماء والصابون .
•إذا دخل الدم إلى فمك أو عينيك فاغسلهما جيداً بالماء والصابون
•إذا جرحت بأداة حادة ملوثة بدم المصاب فأحرص على تسريع النزف بالضغط على جوانب الجرح ثم أغسله بالماء والصابون .
•الدم الذي يسقط على الأرض يجب أن يزال بقطعة قماش أو منديل ورقي او نشارة خشب ثم توضع المادة المستخدمة في إناء بلاستيكي يحرق أو يدفن في الأرض ، وينظف مكان الدم باستخدام المواد المطهرة.
واجبك اتجاه مجتمعك إذا كنت مصاباً بالإيدز:
•عدم التبرع بالدم للآخرين .
•إذا قمت بزيارة الطبيب فابلغة بمرضك ليتخذ الاحتياطات الطبية اللازمة .
•إذا أردت الزواج فابلغ شريكك قبل الارتباط .
•استعمل الواقي عند الاتصال الجنسي .
•إحرص على عدم استخدام الآخرين لأدواتك الخاصة كأدوات الحلاقة وفرشاة الأسنان .
كيف نتعامل مع مرضى الإيدز:
لم يعد الإيدز مشكلة صحية تطال مضاعفاتها المريض وحسب ، بل هي مشكلة تنتج عنها مضاعفات كثيرة تتعدى الفرد إلى الأسرة والمجتمع ، فأبناء الإيدز الذين يولدون لآباء مصابون بهذا المرض ، وأيتام الإيدز الذين فقدوا أهليهم بسبب هذا المرض ، وعدم تقبل المجتمع – خاصة المجتمعات العربية- للمريض ، وصراع شركات الأدوية في سبيل الكسب الذي ولد العجز لدى الكثيرين –خاصة في الدول الفقيرة- عن أن تطال أيديهم العلاج . كل هذه المضاعفات ومضاعفات أخرى لا يتسع المجال لذكرها هنا ، دعا الكثير من المؤتمرات العالمية والإقليمية إلى اعتبار مشكلة الإيدز مشكلة أمنية تهدد المجتمعات على جميع المستويات .
صارت مشكلة الإيدز مشكلة عالمية تواجهها جميع دول العالم ، ورغم الجهود التي تبنتها بعض الدول بقيام البعض منها بمنع دخول المصابين إلى أراضيها ، وقيام البعض الآخر بتوزيع الواقي الذكري وتوزيع الحقن على المدمنين لمنع الاستعمال المشترك للحقن .
إلا أن هذه الإجراءات وغيرها ظلت عاجزة عن كبح جماح انتشار المرض . الأمر الذي جعل منظمة الصحة العالمية تدعوا جميع دول العالم إلى التركيز على نشر الوعي اتجاه هذه المشكلة . إذ بالوعي الصحي ونشر الثقافة الصحية نستطيع أن نحقق الكثير في سبيل مكافحة داء أصبح يمثل إحدى التحديات الكبرى لأمان الجنس البشري وربما يمسي تهديداً لاستمراره.
كيف نعايش مريض الإيدز:إن الوقاية من مرض الإيدز تظل أسهل داخل مجتمعاتنا العربية والإسلامية ، حيث التمسك بالقيم الاجتماعية والتقيد بالتعاليم الدينية ، وهما أمران يحدان بشكل كبير من سورة هذا المرض ويقللان من انتشاره . ولأن مرض الإيدز لا يُعدي بسهولة لأنه لا ينتقل عن طريق الطعام والشراب والهواء. بل هو منتقل بواسطة طرق محددة ومحدودة جداً يستطيع الجميع اجتنابها وبالتالي اجتناب المرض . إلا أن هذا يستلزم معرفة المصابين لنتجنب نقل دمهم إلى الآخرين والتعامل معهم بطريقة خاصة عند إصابتهم بجرح وغير ذلك من الطرق الوقائية . كذلك وضعهم في مجالات العمل المناسبة لهم . فواجبنا كمجتمع تقبل هؤلاء وعدم حصرهم في زاوية ضيقة تجعلهم ينفرون من المجتمع وربما يرفضونه ويردون عليه بالمثل بطريقة عدائية .
هل نمنع المصابين من دخول بلادنا:
اتبعت بعض الدول نهجاً يمنع حاملي فيروس الإيدز من دخولها ، إلا أن هذا لم يُشهد له بتحقيق شئ ، بل أفقد هذه البلاد الخبرات والعمالة والسياح وغير ذلك ... الأمر الذي جعل منظمة الصحة العالمية تدعوا دول العالم إلى اجتناب مثل هذه الإجراءات ،إذ أثبتت التجربة أن اولئك الذين يُمنعون من الدخول يعمدون إلى التسلل عبر طرق غير شرعية تجعلهم بمنأ عن المتابعة الصحية اللازمة. فبالإمكان الاستفادة من الراغبين في دخول أي دولة سواء للعمل أو للدراسة أو للسياحة ولكن يجب أن يكون دخولهم وإقامتهم بشكل منظم يتبع العامل جهة عمله ويخضع لمراقبتها ، ويتبع الطالب للجهة التي يدرس بها ويخضع لمراقبتها ، مثلما يخضع السائح لمراقبة المكتب السياحي المشرف على رحلته، فيمنعون من اختراق عادات المجتمع وتقدم لهم الخدمات الصحية وفق المتبع مع الحالات المصابة . وبالتالي نضمن عدم نقل العدوى من أحد هؤلاء المصابين لأحد مواطني الدولة التي تستضيفهم .


لا للتمييز في معاملة مرضى الإيدز

إن نبذ مريض الإيدز ، ومحاولة عزله عن المجتمع يولد في أحوال كثيرة رد فعل لدى المصاب اتجاه مجتمعه فيتولد لديه كراهية للمحيطين به بل قد يولد لدى البعض وفق بعض الدراسات رغبة في الانتقام من المجتمع ، إذ يلجأ البعض إلى محاولة نشر المرض بنقله إلى الآخرين كرد فعل عدائي اتجاه المجتمع الذي رفض تقبله .
لقد دعى المؤتمر الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في المؤتمر الدولي الثامن والعشرين في جنيف إلى محاربة التمييز ونبذ وصمة العار التي يوصم بها المصابين بمرض الإيدز ، وكانت جميع الدول قد ابدت التزامها بإنهاء جميع أنواع التمييز ضد مرضى الإيدز أعتباراً من عام 2003 ف ليعامل مريض الإيدز كفرد من أفراد المجتمع يتمتع بحقوقه ويؤدي واجباته ، ويكفل له المجتمع الرعاية الصحية اللازمة لعلاجه وكذلك الرعاية الصحية اللازمة لمنع نقل المرض لللآخرين.
لكي نستطيع تقبل مريض الإيدز والتعامل معه يجب أن نعي أن حياتنا اليومية الطبيعية وصحبة مريض الإيدز لن تؤدي إلى انتقال المرض إلينا، إذ أن الطرق التي ينتقل بها فيروس الإيدز واضحة ومحددة ، ولا ينتقل فيروس الإيدز عن الطرق التالية :
1-لا ينتقل الإيدز عن طريق الطعام أو الشراب.
2-لا ينتقل الإيدز عن طريق السعال والعطس .
3-لا ينتقل عن طريق استخدام المراحيض المشتركة.
4-لا ينتقل عن طريق اللمس أو المصافحة.
5-لا ينتقل عن طريق التقبيل.
6-لا ينتقل باستخدام المناشف والملابس .
7-لا ينتقل عن طريق حمامات السباحة.
8-لا ينتقل عن طريق لدغ الحشرات . 

الجوع ... التنمية خير علاج












تشهد جميع أنحاء العالم ومنذ بداية الألفية الثالثة العديد من الكوارث الطبيعية التي يعزى الكثير منها للتغيرات المناخية التي يشهدها كوكب الأرض وقد أدت هذه الكوارث كالفيضانات والعواصف الاستوائية والجفاف إلى نقص الغذاء في بقع كثيرة من العالم ، ويعد الجفاف أكثر الأسباب شيوعاً لنقص الغذاء فقد أدت موجات الجفاف في الصومال واريتريا وأثيوبيا وكينيا وأوغندا إلى الإضرار بالمحاصيل الزراعية وفقدان أعداد كبيرة من الماشية. وقد يلجأ مواطني المناطق المتضررة إلى حلول وقتية تؤدي إلى تفاقم مشكلة الغذاء فعلى سبيل المثال يقوم فلاحي جواتيمالا وأثيوبيا ببيع الماشية لغرض الذبح لتغطية خسائرهم الناتجة عن الجفاف ولسداد ثمن غذائهم الأمر الذي يؤدي إلى استنفاذ موارد البلاد.











20% ممن يعانون الجوع هم من الأطفال دون سن الخامسة إذ يوجد 167 مليون طفل دون الخامسة يعانون انخفاضاً في الوزن نتيجة الجوع، ويولد كل عام 17 مليون طفل دون الوزن الطبيعي نتيجة سؤ التغذية ، ويستمر التأثير السيئ لسؤ التغذية على هؤلاء الأطفال بعد ولادتهم لنجدهم يعانون تأخراً في النمو الجسدي والعقلي مما يؤثر على صحتهم وعلى مستقبلهم، إذ تبين الدراسات أن الأطفال المصابين بسؤ التغذية يتركون المدرسة مبكراً. كما أن الأمراض الأخرى كالزحار والحصبة يكون أثرها أشد على الأطفال المصابين بسؤ التغذية ، ووفقاً لتقارير منظمة الفاو فإن الجوع يؤدي سنوياً إلى وفاة أكثر من خمسة ملايين طفل.



إن حل مشكلة الجوع في العالم يحتاج تكاتفاً عالمياً ويحتاج إلى وضع أسس تنمية صحيحة في المناطق الفقيرة من العالم تدعم الفقراء ليساهموا في إنتاج غذائهم. فعلى الأمد الطويل، يعد تحسين الإنتاج الزراعي الحل الأمثل والأنجع لمشكلة الجوع من خلال وضع أسس صحيحة للبنية الزراعية الأساسية كالطرق والمخازن ووسائل الري وتوفير البذور الجيدة. إلا أنه وللأسف نجد التخطيط الاقتصادي الذي تقوم به الدول النامية اليوم يهتم بشكل أكبر بالتنمية العمرانية بالرغم من أن أغلبية الدول النامية تعتمد على الزراعة التي تكاد تكون السبيل الوحيد المتاح لديها في الوقت الحالي لمحاربة الجوع.