2019/07/20


الجرب مازال يهدد
دليل الوقاية و العلاج لحالات الجرب

الجرب مرض جلدي معدٍ شائع يصيب قرابة ثلاثمائة مليون كل عام من الأغنياء والفقراء من كل الشعوب.
مهما كان وضعك الاجتماعي و المالي و مهما كان حرصك على النظافة الشخصية، ستظل عرضة للإصابة بالجرب نتيجة الاختلاط بالمصابين أو نتيجة إقامتك في فندق أو شقة مفروشة لا تلتزم طرق وقائية مناسبة، أو نتيجة مبيتك عند صديق مصاب بالمرض، أو سبق أن أقام لديه شخص مصاب بالجرب.
تكثر حالات الجرب في أماكن العمل المزدحمة و بين نزلاء السجون، و يحدث الجرب بنسبة أعلى و يكون أكثر شدة عند المشردين و عند المرضى الذين يعانون نقصاً بالمناعة كمرضى الإيدز.
عُرف الجرب منذ 2500 سنة، و كان الرومان القدماء يعالجونه بالكبريت. و في عام 1687 م اكتشف جيوفاني كزيمو بونوموGiovanni Cosimo Bonomo  أن المرض سببه عثة صغيرة تعرف بالقارمة الجربية  Sarcoptes Scabiei

مسبب المرض:
عديد المرضى يسألني أن يشاهد الكائن الدقيق غير المرئي القادر على هزيمتهم بما يسببه لهم من حكة يعانونها كل ليلة. اعتذر منهم لأن تجربتي مع بعض المرضى تمنعني اليوم أن أحقق لهم مرادهم. فمن رأى تلك العثة من المرضى، أصابه رعب شديد. أحدهم غادرني دون أن ينبس ببنت شفه، و لم أره منذ ذلك اليوم. لهذا تجدني اليوم، أمتنع عن أن أري مرضاي سبب مرضهم. و أكتفي بوصفه لمن أراد التعرف عليه.
يحدث المرض نتيجة الإصابة بعثة (mite)  القارمة الجربية Sarcoptes scabiei  التي تتميز بصغر حجمها الذي لا يجاوز ثلث المليمتر، الأمر الذي يُعيق رؤية هذه العثة بالعين المجردة. لونها أبيض لؤلؤي لها ثمان أرجل، و لا عيون لها. و تكفي 10-12 منها لإحداث حكة ليلية تبعد عنك النوم و تجعلك في حرج ممن يراقبك وأنت تهرش جلدك دون ملل. أما في الجرب النرويجي [1]Norwegian scabies الذي يصيب المشردين و من يعانون نقصاً بالجهاز المناعي فتحتوي أجسادهم الآلاف من عث الجرب.
يحدث التزاوج بين  ذكر العثة و أنثاها على سطح الجلد، ليموت الذكر، تاركاً الأنثى مخصبة منتجة البيض طول حياتها التي تمتد بين شهر و شهرين. تواصل الأنثى رحلتها، فتحفر نفقاً دقيقاً في الطبقة السطحية للجلد، و تظهر هذه الأنفاق للناظر كخطوط رفيعة ً رمادية اللون علي سطح جلد الشخص المصاب، وبالفحص المجهري لمحتويات هذه الأنفاق يمكن رؤية الطفيليات البالغة والبيض الذي تضعه.
تضع الأنثى بيضها في الأنفاق التي حفرتها بمعدل ثلاث بيضات كل يوم على مدار شهر، يفقس البيض بعد 4 أيام لتخرج الحشرات الجديدة في صورة يرقات  تتجه إلى سطح الجلد فتتزاوج وتغزو الجلد من جديد.

انتقال العدوى:

الجرب مرض معدٍ، ينتقل عادة بالملامسة المباشرة لجلد شخص آخر مصاب بالمرض أو من خلال المعاشرة الجنسية، لذلك نجده يصنف في عديد المراجع ضمن قائمة الأمراض المنقولة جنسياً.
ينتقل الجرب كذلك  بملامسة  أو استخدام الفرش و البطاطين والأغطية والملابس و مناشف الاستحمام التي يستعملها المصاب أو استخدمها خلال الثلاثة أيام الماضية، والتي تحمل عثة الجرب. حيث أن العثة المسببة لمرض الجرب تستطيع العيش بعيداً عن جسم الإنسان من 48-72 ساعة. الأمر الذي يسبب انتشار المرض وسهولة إصابة أفراد الأسرة به.
و ينتشر المرض بسهولة في الأماكن المزدحمة كالحمامات العامة وفي دور العجزة و المسنين، و في الفنادق و الشقق المفروشة التي لا تتمتع بإجراءات وقائية كافية.
و يتميز الجرب بفترة حضانة طويلة فد تفوق الشهر، يكون خلالها الشخص المصاب ناقلاً للعدوى للآخرين دون أن تظهر عليه الأعراض. و تختلف الفترة الزمنية بين انتقال العدوى و ظهور الأعراض، فالشخص الذي سبق إصابته بالجرب ستظهر عليه الأعراض مبكراً خلال 3-4 أيام، أما الشخص المصاب بالجرب لأول مرة، قد يتأخر ظهور الأعراض لديه قرابة الشهر.
و في حال إصابة شخص في العائلة ترتفع احتمالية انتقال العدوى لباقي أفراد العائلة، لذلك يتم في العادة علاج العائلة بالكامل حتى أولئك الذين لم تظهر عليهم أعراض المرض بعد.

أعراض المرض:
يظهر المرض في صورة طفح جلدي مصحوب بحكة شديدة في أجزاء كثيرة من الجسم، خاصة بين الأصابع و في منطقة الرسغين ومقدم الإبطين و في منطقة الحزام و الركبتين من الخلف و حول السرة.
في المرأة يظهر الطفح علي الحلمتين والصدر، وفي الرجل يظهر علي القضيب وكيس الخصية (الصفن) كعقد أو بثور حمراء.
أما في الأطفال تظهر أعراض المرض في صورة طفح في الأطراف وعلى الوجه وراحة اليد وباطن القدم بالإضافة للأماكن المعتادة للجرب.
لا يتسبب عث الجرب في نقل أمراض أخرى، لكن و في حال عدم علاج الجرب سريعاً، سيتسبب الهرش الشديد في حدوث خدوش بالجلد مما يجعله عرضة للالتهابات البكتيرية، التي تظهر في صورة فقاقيع متقيحة.
و تتميز الحكة المصاحبة للجرب بزيادة حدتها ليلاً و عند تدفئة الجسم. إلا أنه يجب ملاحظة أن الحكة الليلية ليست مقتصرة على الجرب كما يعتقد البعض، فهناك العديد من الأمراض تتميز بالحكة الليلية كتلك المتأتية نتيجة أمراض داخلية.
و في غالب الأحوال لا تظهر الحكة المميزة للجرب إلا بعد عدة أسابيع من انتقال العدوى.

الوقاية:
·       عدم مشاركة الفراش و البطاطين والملابس و المناشف مع الآخرين، حيث أن عث الجرب يمكن أن يعيش حتى 3 أيام في الملابس و الفرش معتمداً على بقايا الخلايا البشرية الملتصقة بهذه الملابس.
·       عدم استخدام فراش أو بطانية سبق استخدامهما من شخص آخر.
·        الحذر عند الإقامة في الفنادق و الشقق المفروشة لأنها من أهم مصادر الإصابة بالعدوى. و قد يفيدك الاطلاع على تقييمات النزلاء الذين سبق لهم الإقامة في ذات الفندق الذي تنوي الإقامة به، و ستجد مثل هذه التقييمات متاحة بالمواقع السياحية على الانترنت.
·       في حال إصابتك بحكة يجب طلب الاستشارة الطبية سريعا لتجنب انتقال المرض لباقي أفراد العائلة.
·       في حال إصابة أحد أفراد العائلة بالجرب، فأن المرض سينتقل لباقي أفراد العائلة في غالب الحالات لذلك وجب علاج كل أفراد العائلة، حتى و إن لم يكن لديهم أية أعراض.
·       أدوية الجرب فعالة و سريعة المفعول بشرط التقيد بتعليمات الطبيب.
·       ملابس الشخص المصاب يجب غليها. طيلة فترة العلاج، أما الغسل بالمياه الساخنة فلا يكفي إلا إذا طالت درجة الحرارة 60 درجة مئوية، و يجب كي الملابس جيداً بعد أن تجف بما في ذلك الملابس الداخلية.
·       إذا كنت مصابا فتجنب أخذ ملابسك للمغسلة العامة كي لا تساهم في انتقال المرض.
·       الملابس التي تخشى تلفها في حال غليها، يمكن عزلها بوضعها داخل كيس بلاستيكي محكم الإغلاق و تترك جانبا لمدة أسبوع، بعد ذلك يتم غسلها و كيها دون إفسادها بالماء المغلي.
·       أثناء الاستحمام قبل استخدام العلاج يجب استخدام ليفه أو أسفنجه أو قطعة قماش خشنة، و يجب التخلص منها بعد كل استحمام ـ أي تستخدم لمرة واحدة فقط.
·       الفراش و البطاطين التي يتعذر غليها يتم عزلها و عدم استخدامها في أي وقت من أي شخص لمدة أسبوع على الأقل...
·        تنظيف الغرفة بالمكنسة الكهربائية بشكل دوري، و يجب أن تفرغ حقيبة المكنسة الكهربائية تماماً داخل كيس بلاستيكي يحكم إغلاقه، و تغسل حقيبة المكنسة جيداً خارج المنزل، و يجب ارتداء القفازات طيلة القيام بهذه الأعمال.

العلاج
مرض الجرب ليس صعباً في علاجه، و إن وجدنا بعض الصعوبة في تنفيذ الإجراءات المصاحبة للعلاج.
فقط قم بحمام كالمعتاد مستخدماً الليفه والصابون، و أرمي الليفة بعد انتهاء الاستحمام فكل حمام نستخدم ليفة جسم جديدة.و بعدما تنهي حمامك قم بالتنشيف جيداً، و أدهن جسمك بالعلاج الذي وصفه لك الطبيب، من أعلى الرقبة و حتى أسفل القدمين دون أن تترك أيما نقطة من جسدك بلا دواء. نم بعد ذلك في سريرك و دع العلاج يمارس عمله طيلة 12 ساعة بقتل كل عثة و إن كانت داخل ما حفرت من أخاديد في جلدك. لكن إذا غسلت يديك لأي سبب تذكر أن تُعيد دهنها بالعلاج من جديد.
ملابسك و فراشك لا شك تحوي عدداً من عث الجرب، و لو استخدمت ذات الفراش أو ارتديت ملابساً سبق أن إرتديتها خلال الأربعة أيام الماضية، فإن عُث الجرب سينتقل لجسدك و يصيبك بالمرض من جديد. لذا أعزل فراشك القديم بعيداً عن الاستخدام لمدة لا تقل عن أربعة أيام، وقم بغلي الملابس التي سبق استخدامها خلال الأربعة أيام الماضية. أمور قد يراها البعض صعبة، لكنها السبيل الوحيد لتخلصك من المرض.
هناك العديد من المراهم و المحاليل التي يمكن استخدامها لعلاج الجرب:
-         مرهم الكبريت:
-         كريم البيرمثرين 5%: permethrin
ويدهن به كل 12ساعة لمدة اسبوع. ويمكن أن يدهن به الرأس والرقبة ولا يستعمل للرضع أقل من شهرين.
-         الليندين lindane : دواء فعال استخدم منذ مدة طويلة، لكنه لم يعد يستخدم الآن لأنه دواء غير آمن، يسبب مضاعفات على الدماغ . و يمنع استخدامه للحوامل و المرضع و الأطفال مادون السنتين
-         غسول البنزيل بنزويت Benzyl Benzoate 25%
-         محلول المالاثيون Malathion 0.5%..
-         دهان كروتاميتون Crotamiton (Eurax)
-         زيت شجر الشاي Tea tree oil .
-         تناول اقراص إفيرمكتين ivermectin
وفقاً لحالة الشخص المصاب بالجرب و عمره  و صحته العامة يقوم الطبيب بوصف الدواء المناسب. و العلاج يكون لجميع  أفراد العائلة حتى ولو لم تظهر عليهم أعراض المرض. مع مراعاة النظافة العامة والاستحمام يومياً بالماء والصابون وتغيير أغطية السرير وغسلها. وتنظيف المكان الذي ينام به المصاب والأثاث والسجاد بالمكنسة الكهربائية لتشفط البيض والحشرة ويفضل أن ينام المصاب وحيدا بالسرير. و الغيارات توضع في أكياس نايلون معزولة عن ملابس الآخرين. و يجب ملاحظة أن المطهرات لا تقتل الحشرة ولكنها تقتل بالغليان والكي والمبيدات الحشرية.
·       قبل الشروع في الاستحمام يحب إزالة أي خواتم باليد و الساعة و أي أساور حول المعصم
·       ليكون العلاج مؤثراً يجب دهن الجسم وهو جاف وبارد.
·       الدهان يكون لكافة أجزاء الجسم من الرقبة حتى أسفل القدمين ، مع التركيز على المناطق مابين أصابع اليدين و القدمين و منطقة الرسغ و الإبط و المناطق التناسلية و الأرداف و راحة اليدين وباطن القدمين.
·       المصاب يحتاج إلي شخص يعاونه في دهان المناطق التي لا يطالها من الجسد كالظهر وبين الكتفين.
·       يجب قص أظافر اليدين و الدعك بفرشاة يوضع عليها الدواء تحت الأظافر، لعلاج ولتنظيف الأظافر للتخلص من الحشرة أو البيض، لكي لا تعدي آخرين بالملامسة أو المصافحة و حتى لا ينقل العدوى لمكان آخر من الجسد عند الهرش.
·       بعد وضع العلاج على كامل الجسد يجب الانتظار 10-15 دقيقة قبل ارتداء الملابس لتجنب إزالة الدواء من بعض الأماكن.
·       إذا اضطررت لغسل يديك خلال الثمان ساعات الأولى بعد وضع العلاج فذلك يستلزم إعادة وضع الدواء على اليدين، فإذا كنت ستغسل يديك عدة مرات فيفضل استخدام القفزات لتجنب إزالة الدواء من اليدين.
سيزول الجرب بالعلاج تماماً، لكن الهرش قد يظل لأسبوعين أو شهر نتيجة وجود العث الميت وبرازه الجاف وهذه تسبب الحساسية التي تزول مع الوقت.
فاستمرار الحكة بعد استخدام العلاج، لا تعني عدم زوال المرض، فالحكة قد تستمر لشهر كامل حتى بعد القضاء على سوس الجرب.
و يمكن للشخص المصاب العودة إلى العمل أو المدرسة بعد يوم واحد من تلقيه العلاج، دون الخوف من انتقال العدوى للآخرين أما الجرب الساركوبتي الذي يصيب الحيوانات فقد ينتقل إلى الإنسان، لكن أعراضه تكون اقل شده بسبب ضعف تخصص مسبب المرض، و تتلاشى الأعراض بعد أسبوع دون أي علاج، و لا ينتقل من الشخص المصاب إلى شخص آخر لأنه طفيل خاص بالحيوانات.
خطوات استخدام العلاج
·       قبل الشروع في الاستحمام يحب إزالة أي خواتم باليد و الساعة و أي أساور حول المعصم
·       حمام بالماء الدافئ و الصابون و الدعك بالليفه.
·       بعد إنهاء الحمام يجب التنشيف جيداً قبل وضع العلاج.
·       قم بوضع الليفه داخل كيس بلاستيكي و أحكم إغلاقه و تخلص منه في القمامة، حيث أن الليفه الواحدة لا تستخدم إلا مرة واحدة.
·       قم بوضع طبقة رقيقة من الدواء على كامل الجسم من الرقبة و حتى أسفل القدمين و لا تنسى أن يصل الدواء تحت الأظافر
·       أطلب المساعدة من شخص آخر لضمان تغطية جميع أجزاء الجسد و يجب إن يستخدم القفازات
·       تجنب وصول الدواء إلى الفم و الأنف و العينين
·       تجنب غسل اليدين بعد وضع العلاج
·       بعد الاستحمام ارتدي ملابس نظيفة تم غليها مسبقاً أو لم يتم ارتدائها خلال الأربعة أيام الماضية
·       بعد الاستحمام قم بغسل الملابس أو غليها و أحرص على ارتداء القفازات و أنت تقوم بغسل الملابس
·       يجب أن يشمل الغسيل كل الملابس التي ارتديتها خلال الأربعة أيام الماضية. ك&لك يجب أن يشمل الغلي غطاء الوسادة و فرش السرير.
·       الأشياء التي لا يمكن غليها كالفراش و البطاطين فيتم عزلها في مكان لا يصل إليه أحد لمدة أسبوع.
·       قم بتنظيف الأثاث و الفرش بواسطة المكنسة الكهربائية ثم تخلص من محتويات حقيبة المكنسة بوضعها في كيس بلاستك يربط بإحكام
·       إعادة وضع  العلاج بعد أسبوع أو بعد المدة التي حددها لك الطبيب بنفس الطريقة.

حالات من الحياة العملية:

الحالة الأولى:
علي تاجر يبلغ من العمر 38 عاماً، يعمل في مجال التجارة، من قرابة سنة يحرص علي أن يسافر بنفسه إلى الهند ليحصل على أفضل أنواع البضاعة بأقل الأسعار. و تأكيدا لهدفه هذا كان علي يتجنب العاصمة ليصل إلى المدن الداخلية، و كانت المشكلة التي تواجهه دائماً قلة الفنادق في المدن التي يصلها، فكان يضطر للسكن في أماكن لا يحبذهاـ و كل سفرة كان يصاب بالجرب. لم يكن علي قادراً علي تجنب هذه الأماكن لأن عمله كان يفرض عليه المبيت فيها. و جاء يطلب حلاً يقيه الإصابة بالجرب من جديد.
كان الأمر واضحا... علي يتعالج كل مرة لأنه يستعمل الدواء بطريقة صحيحة، لكنه يضطر كل مرة للمبيت في أماكن تنقل إليه العدوى من جديد. يتخذ علي كل الاحتياطات الوقائية ، لكنه خلال الرحلات التي يفرضها عليه عمله يجد نفسه مضطراً لاستخدام الفراش الذي يعيد إليه العدوى. يستطيع علي أن يحمل معه غطاء خاص به لكنه لا يستطيع حمل فراش معه أو شراء فراش في كل مكان يحل به، حيث أن مبيته في المكان الواحد لا يتجاوز الليلة الواحدة.
الحل لمشكلة علي كان بأن يحمل معه كيساً كبيرا من البلاستيك يتسع للفراش و قفازات طبية، فإذا حجز غرفة، عليه ارتداء القفازات ثم يقوم بتغليف الفراش بكيس البلاستيك، يقوم بعد ذلك بوضع القفازات داخل كيس و ربطه جيدا. مع الحرص على عدم استخدام أي من الأدوات الموجودة بالغرفة. نجحت هذه الطريقة مع علي لأنه لم يكن يستخدم الغرفة التي يحجزها سوى للنوم.

الحالة الثانية:
سالمة أصيبت بالعدوى بالجرب، و كلما عولجت منه كانت العدوى تعاودها من جديد. كانت تقوم بوضع الدواء و عزل الفراش و البطاطين و غلي الملابس. لكن و رغم ذلك كانت العدوى تعاودها كل مرة. بطرح بعض الأسئلة على سالمة، تأكد لنا سبب معاودة المرض لها، فسالمة لم تقم بغلي بعض الملابس خشية أن تفسدها بالحرارة. إذاً سالمة لم تطبق العلاج بطريقة سليمة. لحل مشكلة سالمة اقترحنا عليها وضع الملابس التي تخشى فسادها من الحرارة داخل كيس بلاستيكي محكم الإغلاق ووضعها في مكان جاف لمدة خمسة أيام. طبقت سالمة هذا الإجراء و تخلصت من العدوى دون أن تفسد ملابسها.

الحالة الثالثة:
فاطمة طفلة صغيره تدرس بالصف الرابع لديها قطة جميلة ترعاها و تهتم بها كل يوم . منذ شهرين تتعرض فاطمة لظهور طفح جلدي شخص على أنه جرب، و كلما تم علاجها تعاود الأعراض فاطمة من جديد. الغريب في الأمر أن أحداً من عائلتها لم يصب بالمرض. سؤال واحد كان كاف لإظهار سبب العدوى المتكررة التي تصاب بها فاطمة. جواب جميع أفراد العائلة أكد أن الشخص الوحيد الذي يهتم بالقطة هو فاطمة.
قطة فاطمة كانت مصابة بالجرب، و هذا المرض ينتقل لفاطمة، لكن ووفقاً لطبيعة الجرب الحيواني لا ينتقل هذا المرض من فاطمة لباقي أفراد العائلة. بعلاج فاطمة و علاج قطتها عند الطبيب البيطري، تخلصت فاطمة من العدوى المتكررة. فالجرب الذي يصيب الحيوانات يختلف عن ذلك الذي يصيب الإنسان، و في حال انتقال المرض من الحيوان إلى الإنسان، فإن الشخص المصاب يعاني الأعراض لكن العدوى لن تنتقل لإنسان آخر. و الشخص المصاب سيشفى بعد أسبوع و إن لم يتلقى أي علاج. لكنه يظل معرضاً للعدوى مالم يتم علاج الحيوان المصاب.



[1] عُرف هذا النوع بالجرب النرويجي لأنه أكتشف لأول مرة عند مريض نرويجي كان يعاني من الجذام.