يصادف الأول من شهر الكانون من كل عام اليوم العالمي لمكافحة الإيدز ، والذي أقرته منظمة الصحة العالمية يوماً عالمياً لمكافحة الايدز
تكثف فيه جهود الأفراد والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية في سبيل التوعية بهذا المرض بعد أن تجاوز في أثره الضرر الصحي ليصبح مشكلة اقتصادية اجتماعية أمنيه تهدد كيان جميع المجتمعات .ووفقاً لآخر الإحصائيات يوجد الآن أكثر من 44 مليون مصاب بفيروس الإيدز، وسيضاف إليهم 554 مصاباً جديداً خلال الساعة التي ستقضيها في قراءة هذا الصفحات وسيموت بسب الإيدز في ذات الساعة 360 شخصاً ، فلقد ذهب ضحية هذا الداء حتى الأن أكثر من عشرين مليون إنسان، ولا زال يقضي أكثر من 8000 شخص يومياً بسببه، وهذا رقم يفوق ضحايا الحروب والمجاعات والفيضانات مجتمعة ، ولأن الفيروس يتسلل إلى جسد 14000 كائن بشري كل يوم يُتوقع تزايد عدد المصابين إلى 100 مليون مع بدايات العقد القادم . وسندرك حجم الكارثة إذا علمنا أن هذا الداء في بعض المناطق هو السبب الكامن وراء واحدة من كل أربع وفيات .
والعالم العربي ليس بمنأ عن هذا إذ يوجد في العالم العربي 460000 مصاب بالإيدز مات منهم خلال العام الماضي حوالي 36000 شخص. ويبدوا أن الجهود التي تبذل في سبيل الوقاية من هذا المرض على مستوى المؤسسات والدول والأفراد لما تأتي نتائجها بعد ،إذ سُجل اكبر عدد للوفيات خلال العام الماضي حيث قضي الإيدز علي 2.9 مليون إنسان.
لم يعد الإيدز كارثة صحية وحسب بل صار ينظر إليه على أنه كارثة أمنية تهدد العائلات والمجتمع، وتحطم الأسس الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات ،إذ تسبب الإيدز وحتى الأن في تيتم أكثر من 15 مليون طفل.
ما هو الإيدز:
الإيدز (AIDS) هو اختصار للجملة acquired immunodeficiency syndrome وتعني نقص المناعة المكتسب ويعرف الإيدز كمتلازمة لأنه عبارة عن مجموعة من الأعراض مختلفة الأسباب ، لكنها تأتي مجتمعة نتيجة لضعف الجهاز المناعي ، ولولا نقص مناعة الجسد لما تأتى لهذه الأعراض أن تأتي مجتمعة.
فالإيدز هو متلازمة نقص المناعة المكتسب ، وليس المكتسبة كما يرد في بعض الترجمات . لأن جسم الإنسان يحتوي نوعين من المناعة ، مناعة وراثية فطرية تولد مع الطفل ومناعة مكتسبة ، يكتسبها الجسم نتيجة لما يتعرض له من الأمراض كالحصبة (النمنام) والجديري( أبو شوكة) وغيرها أو من خلال ما يتلقاه من تطعيمات ، وتعريفنا الإيدز بأنه نقص المناعة المكتسبة قد يعطي فهماً خاطئاً بأن فيروس الإيدز يُنقص المناعة المكتسبة دون الوراثية ... وهذا مجافٍ للحقيقة ، إذ أن فيروس الإيدز...وبكل أسف ... يدمر كل شيء ... يدمر المناعة الوراثية والمكتسبة . ليقع الجسد فريسة سهلة ، تتهافت عليه الميكروبات بجميع أشكالها؛ البكتيريا ، الفيروسات، الفطريات والطفيليات. حتى الميكروبات التي كانت تعشش في أجسادنا بصورة طبيعية ونعتبرها غير ممرضة... تنسى العشرة.... تنتهز الفرصة ... وتغدر بشدة ، مسببة الأمراض لصاحبها ، ليقع الجسد بعد أن انهارت حصونه الدفاعية وخذلته قواه المناعية ، فريسة سهلة مستساغة للجيوش الجرارة من الميكروبات تكون بدايتها بالنزلات المعوية والالتهابات التنفسية ،مروراً بالسل أو الدرن وانتهاءً بقائمة من الالتهابات التي لا تنتهي إلا بنهاية المريض .
الجهاز المناعي لا يحمينا من الميكروبات وحسب... بل يوفر لنا الحماية من جميع المؤثرات الخارجية ، لذلك نجد مريض الإيدز ونتيجة لضعف جهازه المناعي يتعرض للعديد من الأمراض السرطانية التي تكون بدايتها في أغلب الحالات بالسرطانات الجلدية.
ا
لفيروس المسبب للمرض:
الفيروس المسبب لمرض الإيدز يسمى فيروس نقص المناعة البشرية أو اختصاراً " هيف " (HIV ) ،وقد اكتشف هذا الفيروس عام 1983 بواسطة الدكتور لوك مونتانيير من معهد باستور في باريس. وهو ميكروب صغير جداً تتعذر رؤيته بالعين المجردة أو المجهر ويتميز هذا الفيروس بأنه فيروس متعلق بالكائن البشري لا يعيش إلا داخل الجسم البشري ولا ينتقل إلا بين البشر . يدخل هذا الفيروس الجسم حيث يصيب خلايا الجهاز المناعي المعروفة بالخلايا التائية ويتكاثر داخلها ويجعلها عاجزة عن الإبلاغ عن دخوله الجسم ، فإذا ما تكاثر إلى القدر الذي يحتاجة بادر الفيروس إلى التهام هذه الخلايا لينهك الجهاز المناعي ويسبب نقص مناعة الجسم ضد الإمراض بنوعيها الوراثي والمكتسب.
أ
عراض المرض:
يعيش المصاب بفيروس الإيدز عدة سنوات - قد تتجاوز العشر - دون أن تظهر عليه أية أعراض، وقد لا يُكتشف حمله للمرض إلا من خلال تحليل يجرى بالصدفة . بعد هذه السنوات تبدأ الأعراض بالظهور في صورة فقدان للوزن والسعال الجاف والحرارة المتكررة والإسهال المتكرر والشعور بإجهاد مستمر، وفي حال إصابة المريض بأي التهاب مهما كانت طبيعته تظهر أعراض هذا الالتهاب بصورة واضحة ومؤثرة على الصحة العامة. وتسهل إصابة مرضى الإيدز بالتهابات الصدر والسل وذلك لضعف مناعة الجسم .
انتقال مرض الإيدز:
ينتقل مرض الإيدز من شخص إلى آخر عن طريق سوائل الجسم كالدم وحليب الأم والسائل المنوي والسوائل المهبلية .
1-الدم : يلعب الدم دوراً كبيراً في نقل فيروس الإيدز من شخص إلى آخر وذلك بانتقال الفيروس عبر الدم إلى الشخص السليم ، وتتحقق للفيروس فرصة التنقل في غياب السبل الوقائية اللازمة ، فينتقل الفيروس عند نقل الدم أو أحد مشتقاته من شخص مصاب إلى آخر سليم ، وقد يدخل إلى جسد الشخص السليم عبر أي جرح في جسده عند ملامسته لدم شخص مصاب ، كما أن الاستعمال المشترك للحقن بين المدمنين يساهم وبشكل كبير في انتشار هذا المرض . إلا أن الاستخدام المشترك للأدوات الذي يتسبب في العدوى بفيروس الإيدز لا يختصر على المدمنين وحسب بل قد يطال أي شخص في غياب الحذر والحرص اللازمين فأدوات الحلاقة والإبر المستخدمة في خرم الأذن وأدوات الحجامة والوشم والإبر الصينية جميعها ناقلة للدم وبالتالي ناقلة لفيروس الإيدز في حال وجوده.
2-الاتصال الجنسي غير المقيد: عن طريق الاتصال الجنسي من الرجل إلى المرأة أو بالعكس ، ومن الرجل إلى الرجل ( اللواط ) ومن المرأة إلى المرأة ( السحاق )
لقد بين القرآن الكريم الأسس العامة التي تكفل الحياة السعيدة لكل من الفرد والمجتمع ، وراعى من خلال هذه الأسس رغبات النفس الإنسانية ووضع حدوداً تقف عندها هذه الرغبات، ولم يحل الإباحية التي نادت بها الفلسفة الإلحادية التي نراها اليوم بعد أن انتصرت على الكنيسة في المجتمعات الغربية ، ينساق أتباعها وراء شهوات النفس .
" ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا " |
|
|
فتعدد شركاء الجنس يساهم بشكل كبير في انتقال مرض الإيدز حيث أن أكثر من 70% من حاملي فيروس نقص المناعة المكتسب هم من ممارسي الزنا . كذلك بينت الدراسات أن اللواط يقف وراء انتقال7% من حالات الايدز.
" أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون "
الشعراء الآيتان 165-166
3-ينتقل فيروس الإيدز من الأم المصابة إلى جنينها: أثناء الحمل أو إلى وليدها أثناء الولادة أو إلى طفلها أثناء الرضاعة
هل يتوفر علاج للمصابين بمرض الإيدز:
رغم مرور ربع قرن على اكتشاف مرض الإيدز ( تم اكتشاف أول حالات مرض الإيدز عام 1981 ف ) وبالرغم من توفر أكثر من خمسة عشر عقاراً تثبط من نشاط الفيروس ، تحسن من حال المريض والإقلال من معدل حدوث الانتكاسات وتأخير حدوث المضاعفات المميتة لمدة أطول من السابق إلا أنه لم يفلح العلماء حتى لحظة كتابة هذا المقال في التوصل إلى علاج ناجع يقضي على الفيروس.
في حال مرض كهذا يتسبب في هذا القدر من عدد الوفيات ويصيب قدر كبير من البشر كل يوم دون أن يتوفر علاج يقضي علي مسببة بشكل كامل لا نجد أمامنا في سبيل مواجهتة من مناص سوى الوقايه، فالوقاية من هذا المرض هي الملجأ الوحيد الذي يتوفر لدينا حتى اليوم .
كيف تحمي نفسك من الإصابــة بالإيــــدز:
1-تجنب انتقال الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي:
- التقيد بما أقرته الشريعة الإسلامية في الممارسة الجنسية .
- عــدم إقامة علاقات جنسية خارج إطـار العلاقة الزوجية .
- فحص الشريكين قبل الزواج للتأكد من خلوهما من الفيروس المسبب للإيدز.
- في حال إصابة أحد الزوجين يجب التقيد بإستخدام الواقي الذكري أو الأنثوي.
2 – تجنب انتقال الفيروس عن طريق الدم :
•عدم نقل الدم أو أحد مشتقاتة أوأحد أعضاء الجسم إلا بعد إجراء التحاليل على المتبرع للتأكد من خلوة من الإيدز ، وفي حالة العمليات الباردة يمكن اسخدام دم المريض ذاته ، حيث يسحب الدم من المريض المراد إجراء العملية له ويحفظ دمه لحين استخدامة اثناء الجراحة وهو ما يعرف بالمتبرع الذاتي (auto donor)
•التحذير من المخدرات وبيان انها والإيدز وجهان لعملة واحدة ، وتنبية المدمنين إلى خطورة الاستعمال المشترك للحقن .
•الامتناع عن الاستعمال المشترك للأدوات التي يمكن أن ينتقل الدم عن طريقها كأدوات ثقب الأذن وأدوات الحلاقة وفرش الأسنان وأدوات الحجامة والوشم .
•عند القيام بإسعاف شخص ينزف تأكد من اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة التي تحميك من الاصابة بالإيدز.
•في حال تلقيك لأية عناية طبية تأكد من استعمال التعقيم وعدم استعمال الحقن لأكثر من شخص .
3- لتجنب انتقال العدوى من الأم إلى جنينها :
•يجب أن تحافظ الأم على المتابعة الدقيقة أثناء الحمل .
•رغم ما تتمتع به الرضاعة الطبيعية من مزايا ، إلا أنه ينصح بتجنب إرضاع الطفل عندما تكون الأم مصابة بالإيدز .
التعامل مع المصاب بمرض الإيدز:
حيث أن الاتصال الجنسي والاستعمال المشترك للحقن بين المدمنين يعتبران الطرق الرئيسية التي ينتقل بها مرض الإيدز ، نجد أن المصابين بهذا المرض يتعرضون للوصم بالعار من المجتمع ، وينبذهم أقرب الناس إليهم خاصة في المجتمعات المحافظة كالمجتمعات العربية ، الأمر الذي يضعهم في دائرة ضيقة مما يولد لديهم ردات فعل معادية لمجتمعهم ، فنجدهم يعانون ضغوطاً نفسية وقلق واكتاب ، وقد تتولد لديهم كراهية اتجاه مجتمعهم ، وقد يقدم بعضهم على الانتحار .
لذلك كانت دعوة الأتحاد الدولي للهلال والصليب الاحمر إلى عدم التمييز في معاملة مرضى الإيدز ، وتقبل المصابين به ومحاولة دمجهم داخل مجتمعاتهم .
إن المصاب بالإيدز يحتاج منا إلى الكثير من الدعم والمساندة ، ومعاملتنا السيئة لمرضى الإيدز بنبذهم هي وليدة جهل بهذا المرض ، وعدم معرفتنا لطرق انتقالة . فاعتقادنا بأن الإيدز يمكن ان ينتقل عن طريق مشاركة المريض الحياة اليومية هو اعتقاد يجانب الصواب . فإذا علمنا الطرق التي لا ينتقل بها فيروس الإيدز سنجد أنفسنا نتقبل مريض الإيدز دون أن يتعرض منا للتمييز أو النبذ الذي يعانية هؤلاء المرضى اليوم .
الطرق التي لا ينتقل بها مرض الإيدز:
1.السلام باليد على مريض الإيدز والسلام علية بالخد واحتضانة وتقبيلة.
2.ارتداء ثياب المصاب بالإيدز واستخدام ما يلمسة من ادوات كالمناشف والبطاطين والأغطية وأدوات الزينة .
3.اللعب مع الأطفال المصابين بالايدز ومعانقتهم .
4.قيام الشخص المصاب بالعناية بالأطفال واللعب معهم .
5.السباحة في النهر أو حمامات السباحة المشتركة .
6.استخدام دورات المياة المشتركة .
7.لا ينتقل مرض الإيدز عن طريق العطس أو السعال .
8.لا ينتقل بالأكل مع المصاب ومشاركته ذات الصحون .
9.الدراسة والعمل مع المصاب بالإيدز .
10.تقديم الإسعافات الأولية للمصاب بالإيدز بشرط إتخاذ الاحتياطات اللازمة .
11.لا ينتقل فيروس الإيدز عن طريق البعوض والحشرات .
الشروط الواجب اتخاذها عند تقديم الاسعافات الأولية للمصاب بالإيدز :
•غسل اليدين بالماء والصابون قبل وبعد تقديم الإسعاف الأولي .
•عدم لمس سوائل الجسم وكذلك الملابس الملوثة بالدم .
•احرص على استخدام القفازات ، وفي حال عدم توفرها استخدم قطعة قماش جافة لوقف النزيف لتمنع وصول الدم إلى يديك .
•في حال وجود جروح أو تقرحات في يديك فيفضل عدم تقديم الإسعافات الأولية إلا في حالة وجود قفازات .
•إذا لم يكن مصاب الإيدز المحتاج الاسعاف الاولي فاقداً للوعي فإجعله يوقف النزيف بنفسه بالضغط بيده على مكان النزيف ، فإذا كان المصاب فاقداً الوعي أو غير متعاون أو لم يكن الجرح في متناول يده فإضغط على الجرح باستعمال قطعة قماش سميكة و نظيفة في حال عدم توفر القفازات . واعلم أن عدم وجود قفازات ليس بالسبب الكافي للامتناع عن تقديم الاسعافات الاولية لشخص ينزف وإن كان مصابأ بالإيدز .
ماذا تفعل في حال ملامستك لدم المصاب بالإيدز:
•إذا تلوثت يديك فاحرص على عدم لمس فمك أو عينيك وقم بغسل يديك بأسرع وقت ممكن بالماء والصابون .
•إذا دخل الدم إلى فمك أو عينيك فاغسلهما جيداً بالماء والصابون
•إذا جرحت بأداة حادة ملوثة بدم المصاب فأحرص على تسريع النزف بالضغط على جوانب الجرح ثم أغسله بالماء والصابون .
•الدم الذي يسقط على الأرض يجب أن يزال بقطعة قماش أو منديل ورقي او نشارة خشب ثم توضع المادة المستخدمة في إناء بلاستيكي يحرق أو يدفن في الأرض ، وينظف مكان الدم باستخدام المواد المطهرة.
واجبك اتجاه مجتمعك إذا كنت مصاباً بالإيدز:
•عدم التبرع بالدم للآخرين .
•إذا قمت بزيارة الطبيب فابلغة بمرضك ليتخذ الاحتياطات الطبية اللازمة .
•إذا أردت الزواج فابلغ شريكك قبل الارتباط .
•استعمل الواقي عند الاتصال الجنسي .
•إحرص على عدم استخدام الآخرين لأدواتك الخاصة كأدوات الحلاقة وفرشاة الأسنان .
كيف نتعامل مع مرضى الإيدز:
لم يعد الإيدز مشكلة صحية تطال مضاعفاتها المريض وحسب ، بل هي مشكلة تنتج عنها مضاعفات كثيرة تتعدى الفرد إلى الأسرة والمجتمع ، فأبناء الإيدز الذين يولدون لآباء مصابون بهذا المرض ، وأيتام الإيدز الذين فقدوا أهليهم بسبب هذا المرض ، وعدم تقبل المجتمع – خاصة المجتمعات العربية- للمريض ، وصراع شركات الأدوية في سبيل الكسب الذي ولد العجز لدى الكثيرين –خاصة في الدول الفقيرة- عن أن تطال أيديهم العلاج . كل هذه المضاعفات ومضاعفات أخرى لا يتسع المجال لذكرها هنا ، دعا الكثير من المؤتمرات العالمية والإقليمية إلى اعتبار مشكلة الإيدز مشكلة أمنية تهدد المجتمعات على جميع المستويات .
صارت مشكلة الإيدز مشكلة عالمية تواجهها جميع دول العالم ، ورغم الجهود التي تبنتها بعض الدول بقيام البعض منها بمنع دخول المصابين إلى أراضيها ، وقيام البعض الآخر بتوزيع الواقي الذكري وتوزيع الحقن على المدمنين لمنع الاستعمال المشترك للحقن .
إلا أن هذه الإجراءات وغيرها ظلت عاجزة عن كبح جماح انتشار المرض . الأمر الذي جعل منظمة الصحة العالمية تدعوا جميع دول العالم إلى التركيز على نشر الوعي اتجاه هذه المشكلة . إذ بالوعي الصحي ونشر الثقافة الصحية نستطيع أن نحقق الكثير في سبيل مكافحة داء أصبح يمثل إحدى التحديات الكبرى لأمان الجنس البشري وربما يمسي تهديداً لاستمراره.
كيف نعايش مريض الإيدز:إن الوقاية من مرض الإيدز تظل أسهل داخل مجتمعاتنا العربية والإسلامية ، حيث التمسك بالقيم الاجتماعية والتقيد بالتعاليم الدينية ، وهما أمران يحدان بشكل كبير من سورة هذا المرض ويقللان من انتشاره . ولأن مرض الإيدز لا يُعدي بسهولة لأنه لا ينتقل عن طريق الطعام والشراب والهواء. بل هو منتقل بواسطة طرق محددة ومحدودة جداً يستطيع الجميع اجتنابها وبالتالي اجتناب المرض . إلا أن هذا يستلزم معرفة المصابين لنتجنب نقل دمهم إلى الآخرين والتعامل معهم بطريقة خاصة عند إصابتهم بجرح وغير ذلك من الطرق الوقائية . كذلك وضعهم في مجالات العمل المناسبة لهم . فواجبنا كمجتمع تقبل هؤلاء وعدم حصرهم في زاوية ضيقة تجعلهم ينفرون من المجتمع وربما يرفضونه ويردون عليه بالمثل بطريقة عدائية .
هل نمنع المصابين من دخول بلادنا:
اتبعت بعض الدول نهجاً يمنع حاملي فيروس الإيدز من دخولها ، إلا أن هذا لم يُشهد له بتحقيق شئ ، بل أفقد هذه البلاد الخبرات والعمالة والسياح وغير ذلك ... الأمر الذي جعل منظمة الصحة العالمية تدعوا دول العالم إلى اجتناب مثل هذه الإجراءات ،إذ أثبتت التجربة أن اولئك الذين يُمنعون من الدخول يعمدون إلى التسلل عبر طرق غير شرعية تجعلهم بمنأ عن المتابعة الصحية اللازمة. فبالإمكان الاستفادة من الراغبين في دخول أي دولة سواء للعمل أو للدراسة أو للسياحة ولكن يجب أن يكون دخولهم وإقامتهم بشكل منظم يتبع العامل جهة عمله ويخضع لمراقبتها ، ويتبع الطالب للجهة التي يدرس بها ويخضع لمراقبتها ، مثلما يخضع السائح لمراقبة المكتب السياحي المشرف على رحلته، فيمنعون من اختراق عادات المجتمع وتقدم لهم الخدمات الصحية وفق المتبع مع الحالات المصابة . وبالتالي نضمن عدم نقل العدوى من أحد هؤلاء المصابين لأحد مواطني الدولة التي تستضيفهم .
لا للتمييز في معاملة مرضى الإيدز
إن نبذ مريض الإيدز ، ومحاولة عزله عن المجتمع يولد في أحوال كثيرة رد فعل لدى المصاب اتجاه مجتمعه فيتولد لديه كراهية للمحيطين به بل قد يولد لدى البعض وفق بعض الدراسات رغبة في الانتقام من المجتمع ، إذ يلجأ البعض إلى محاولة نشر المرض بنقله إلى الآخرين كرد فعل عدائي اتجاه المجتمع الذي رفض تقبله .
لقد دعى المؤتمر الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في المؤتمر الدولي الثامن والعشرين في جنيف إلى محاربة التمييز ونبذ وصمة العار التي يوصم بها المصابين بمرض الإيدز ، وكانت جميع الدول قد ابدت التزامها بإنهاء جميع أنواع التمييز ضد مرضى الإيدز أعتباراً من عام 2003 ف ليعامل مريض الإيدز كفرد من أفراد المجتمع يتمتع بحقوقه ويؤدي واجباته ، ويكفل له المجتمع الرعاية الصحية اللازمة لعلاجه وكذلك الرعاية الصحية اللازمة لمنع نقل المرض لللآخرين.
لكي نستطيع تقبل مريض الإيدز والتعامل معه يجب أن نعي أن حياتنا اليومية الطبيعية وصحبة مريض الإيدز لن تؤدي إلى انتقال المرض إلينا، إذ أن الطرق التي ينتقل بها فيروس الإيدز واضحة ومحددة ، ولا ينتقل فيروس الإيدز عن الطرق التالية :
1-لا ينتقل الإيدز عن طريق الطعام أو الشراب.
2-لا ينتقل الإيدز عن طريق السعال والعطس .
3-لا ينتقل عن طريق استخدام المراحيض المشتركة.
4-لا ينتقل عن طريق اللمس أو المصافحة.
5-لا ينتقل عن طريق التقبيل.
6-لا ينتقل باستخدام المناشف والملابس .
7-لا ينتقل عن طريق حمامات السباحة.
8-لا ينتقل عن طريق لدغ الحشرات .